تعرف على أشهر أنظمة الملاحة العالمية باستخدام الأقمار الصناعية وأشهرها GPS و GNSS

النظام الأمريكي - نظام تحديد التوضع العالمي (Global Positioning System - GPS):
صحيح أن النظام الأمريكي هو المعمول به على النطاق الأوسع عالمياً من حيث اكتمال مراحله. إلا أنه من الصعب الكلام عن النظام الأمريكي بدون الالتفات إلى ماضيه حيث سبقته أنظمة سابقة أخرى أكثر بدائية مثل (Transit) و الذي كان يعمل فيه منذ 1960 و الذي كان يضم تشكيلاً من 5 أقمار. أو من دون النظر إلى نظام (Timation) الذي أطلق في 1967 و الذي و إن كان يحتاج إلى ساعة كاملة إلى تحديد نقطة بدقة، إلا أنه احتوى على نظام ساعات دقيق حملت على الأقمار و الذي يعتمد عليه نظام (GPS) اليوم. في 1970 زود النظام بقاعدة أرضية ليصبح نظام أوميغا الملاحي (Omega Navigation System) أول نظام ملاحة عامل بالموجات الراديوية.
يستخدم الـ (GPS) زهاء 30 قمراً صناعياً. منها 27 عاملة و 3 احتياطية. و هو برغم ميزانيته الضخمة ليس بالكثير لنظام استخدم في البداية كنظام عسكري مسؤول عن تحديد مواقع الجنود و الآليات و توجيه الطائرات عديمة الطيار و المساعدة في توجيه الصواريخ الذكية و القذائف الموجهة بمعنى آخر لمعرفة موقع أي شيء يحمل مستقبلاً لهذا النظام ليتم إرسال هذه المعلومات لوحدات مركزية ليتم اتخاذ القرار و هذا استراتيجياً لا يقدر بثمن. و اليوم الباب مفتوح على مصراعيه لاستخدام هذا النظام في التطبيقات المدنية و النظام يدمج اليوم في كل ناحية في الحياة العصرية خاصة في أجهزة الهاتف النقال.
النظام الروسي - نظام الملاحة العالمي باستخدام الأقمار الصناعية
(Global'naya Navigatsionnaya Sputnikovaya Sistema - GLONASS) و الذي يترجم إلى الإنجليزية بـ (Global Navigation Satellite System):
و يبدو أن الروس لا يقنعهم إلا نسختهم الخاصة عن هذا النظام، و هم أصحاب باع طويل في مجال الفضاء و الأقمار الصناعية. و لا زلنا نذكر محطة الفضاء مير (MIR) و التي ينظر الكثيرون إليها أصدقاء كانوا أم أنداداً على أنها فخر الصناعة السوفييتية. أول قمر من أقمار هذا النظام أطلق عام 1982، و لكن المشاكل التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي لاحقت الروس حتى إلى الفضاء و أخرت تطوير موعد البدء بالعمل بنظامهم، فقد كان العام المقرر لإعلان عمله هو عام 1991، إلا أنه تأخر ليتم بدء العمل به اعتبارياً في الـ 14 من سبتمبر عام 1993 و الذي تم من خلال مرسوم رئاسي. أما الاكتمال الرسمي للتشكيلة القمرية للنظام كاملاً فقد كان أواخر العام 1995 و بدايات العام 1996. لكن الروس اليوم يعودون إلى الانتعاش، و في ظل توازنات القوة الراهنة فهم عاكفون بمساعدة الهنود على تطوير نظام. النظام مكون من 21 قمراً عاملاً و 3 احتياطية، تدور في 3 مستويات مدارية مختلفة. المستويات المدارية الثلاث متباعدة فيما بينها بمقدار 120 درجة بينما الأقمار الموجودة في نفس المدار متباعدة فيما بينها بزاوية 45 درجة. و القمر الواحد من التشكيلة يكمل دورة كاملة كل 11 ساعة و 15 دقيقة قاطعاً مداراً بطول 19,100 كم مائلاً بزاوية 64,8 درجة. محطات التحكم لهذا النظام موجودة بالكامل في أراضي الاتحاد السوفييتي السابق. فقاعدة التحكم و التزويد بالقاعدة الزمنية (سنأتي على ذكرها لاحقاً) موجودة في موسكو و وحدات القياس عن بعد و التتبع موجودة في سانت بطرس بيرغ، تيرنوبول و إينيسيسك و كمسومولكيسك نامور. النظام مشغّل و عامل و في الفترة الأخيرة قام الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين يقتني طوقاً لكلبته مزود بمستقبل لهذا النظام و يقوم بتحديد مكانها في أي مكان في العالم كنوع من الدعاية لهذا النظام.
النظام الأوروبي - نظام غاليليو (GALILEO):
أما الأوروبيون فيبدو أنهم سيردون الاعتبار لغاليليو الذين لاحقوه يوماً في العصور المظلمة عند قوله بتكور الأرض و دورانها حول الشمس فهم اليوم يعملون على نظام شبيه بالـ (GPS) الأمريكي و (GLONASS) الروسي. النظام الأوروبي يقترض أن يعمل بتشكيلة مكونة من 30 قمراً صناعياً مع طقم السيطرة و التحكم الأرضي الكامل. على حد وصف العاملين في هذا النظام، فهو مصمم ليستطيع أن يعمل بشكل مستقل وحده، و لكنه في نفس الوقت سيسمح لمستقبلاته بالانتقال للعمل تحت النظام الأمريكي أو الروسي. و لا شك أن الإتحاد الأوروبي يشرك معه دولاً أخرى غير أوروبية في هذا النظام مثل الصين (الصين لديها نظامها الخاص أيضاً) و أوكرانيا و إسرائيل و كوريا الشمالية و من الدول العربية شاركت العربية السعودية و المغرب.
النظام الصيني – نظام بيدو (Beidou) و تعني بالترجمة إلى العربية "الدب الأكبر":
أطلقت أول أقماره في في الـ 2000 ليليه آخر في نفس العام و ليتبعهما ثالث في 2003 و كان آخر ما حرر منهم أطلق في 2007. برغم أن النظام لا يزال في بدايته و أن الأنظمة المشابهة استهلكت وقتاً طويلاً نسبياً من إلا أن قوة ناهضة مثل الصين يقترض بها أنها قادرة على الوفاء بالتزام إتمام العمل بهذا النظام في 2012 بوضع 35 قمراً في مدارها لتقدم دقة تصل إلى أقل من متر واحد مزاحمين الأمريكيين على المقدمة و ليعمل النظام بأقمار ثابتة بالنسبة للأرض (Geostationary) بعكس تلك المتحركة في مدارات فلكية كبقية الأنظمة الأخرى.
النظام الياباني (Quasi-Zenith Satellite System - QZSS) و الهندي (Indian Regional Navigational Satellite System - IRNSS):
أنظمة تطورها بلدانها لتوفر أكبر استقلالية عن النظام الأمريكي خصوصاً و ذلك لأسباب لوجستية معروفة. أما الفوائد الأخرى التي يمكن أن تقطف جراء هذا، فهو الحصول على تغطية أدق للبلدان الراعية. و هي تعمل بمبدأ عمل شبيه بالأنظمة الأخرى.


شاركونا فى صفحتنا على فيس بوك 
https://www.facebook.com/ModernGeographical/?ref=hl


تعليقات